أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم

20 يوليو 2023 47 5.0

يشهد مجال التعليم تحولا كبيرا، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) قابلاً للتطبيق بشكل متزايد لأغراض التعلم. وذلك لقدرته على دراسة التفاعلات الاجتماعية في المجالات التعليمية بين المتعلمين والمعلمين واستخدام الخوارزميات والتقنيات الحديثة من أجل تطوير جودة العملية التعليمية.

في هذه الورقة سنركز على بعض من أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي الممكنة في تحسين جودة التعليم وتسهيل العمليات المتعلقة بالدراسة:

العمل على إدارة مدارس بأكملها والتشغيل الأوتوماتيكي للمهام الأساسية

وذلك باستخدام تكنولوجيا وخوارزميات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في مراقبة حالة خدمات الطاقة وربط الاتصال بالإنترنيت والمياه، وتنبيه العاملين في إدارة المرافق عند ظهور أية مشكلة. وأيضا في تشغيل أنظمة سجلات الطلاب، ودعم المعلمين ومسؤولي التعليم من خلال تحليل البيانات ومن ثم تفسيرها اعتمادا على مبادئ تعلم الآلة. مما يمكنهم من اتخاذ قرارات مدروسة بشكل أفضل لإدارة جداولهم اليومية وتنظيم البرامج الدراسية بشكل أسرع وأكثر دقة.

تستحوذ أنظمة برمجيات الذكاء الاصطناعي على معظم المهام في المدارس والجامعات والفصول الدراسية الافتراضية، كإنشاء عملية تعليمية تعتمد على آليات وخوارزميات تقوم بفحص وتحليل الواجبات المنزلية، وتصحيح الاختبارات، وتنظيم البحث. كما تحافظ على التقارير، وتقدم العروض التقديمية والملاحظات إلى جانب المهام الإدارية الأخرى، لتحقيق بيئة تعليمية متكاملة أكثر جودة وإنتاجية.

بين سد الفجوات المعرفية للطلاب وابتكار أفكار جديدة لشرح الدروس

يمكن للبرامج والتطبيقات الذكية وتقنيات التعلم الآلي أن توفر حلولا لرفع مستويات الطلاب من خلال تقييم مستوى مهاراتهم الحالية بشكل فردي. إضافة إلى تحليل كيفية اكتسابهم للمهارات، وتحليل تاريخ التعلم السابق للطلاب، ومعرفة نقاط ضعفهم ومتطلباتهم حتى يحصلوا على أقصى استفادة من تعليمهم.

فبمجرد أن يتكيف النظام الذكي مع الطرق البشرية للدراسة والتعلم. فإنه يشغل أوتوماتيكيا عملية التعلم وينشئ تجربة تعليمية موجهة تساعد في فهم مشاكل الطلاب بشكل فردي. وبالتالي تحسين طرق التدريس لرفع مهاراتهم وتدريبهم وإثارة التزامهم بالتحسين والابتكار.

عندما لا تستطيع طرق التدريس التقليدية تقديم عناصر مرئية باستثناء التجارب المعملية. فإن إنشاء المحتوى الذكي يحفز تجربة الحياة الواقعية لبيئات الدراسة المرئية وخاصة في التصورات ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد. حيث يمكن للطلاب إدراك المعلومات بأكثر من طريقة وفي وقت أسرع.

اعتماد الذكاء الاصطناعي في التعليم للتخلص من معوقات اللغات والدروس الخصوصية وتحقيق التواصل الفعال

ثبتت فعالية روبوتات المحادثة وزاد استخدامها بشكل كبير بعد تفشي وباء كوفيد 19. وذلك لأنها تحسن كفاءة الفصول الدراسية وتساعد المعلمين في التواصل مع أولياء الطلاب. كما أن برامج الدردشة الآلية تساعد الطلاب الأجانب من خلال زيادة عدد الفرص بإنشاء ترجمة في أوقات انشغال المعلمين. وتساعد كافة الطلاب على صقل مهاراتهم وتحسين نقاط الضعف خارج الفصل الدراسي.

فلا يصبح من داع للقلق سواء بسبب الأمراض أو عدم تقديم دورات تقوية في المدرسة. لأن المنصات التعليمية عبر الإنترنت والتي تقوم بتعليم ملايين الطلاب، أصبحت توفر تجربة تعليمية فردية وأشكال تعلم تفاعلية دون الحاجة إلى وجود المعلم. وهي هناك للإجابة على أسئلة جميع الطلاب في جميع ساعات اليوم.

وفي الواقع، يمكن لروبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي الإجابة على أسئلة الطلاب بمعدل استجابة عال جدا. فأصبحت الروبوتات الذكية مثالا فعالا لإحداث تغيير إيجابي وتحقيق التواصل الفعال في جيل التعلم الرقمي في هذه الأيام.

الذكاء الاصطناعي من أجل الحد من تسرب الطلاب وضبط عمليات الغش الاختبارات والمقابلات

يمكن للتقنيات الذكية أن تستخدم أيضا في مراقبة سلوك الطلاب، وملاحظة غياباتهم المتكررة، ودرجاتهم السيئة في الاختبارات. إضافة إلى عدم أدائهم لواجباتهم المنزلية، وتهربهم من الأنشطة اللاصفية. كل ذلك وأكثر، من خلال التحليل الإدراكي لكل هذه البيانات، مما يساعد في التدخل ومنع تسرب الطلاب والهدر المدرسي.

كما يمكن استخدام أنظمة برمجيات الذكاء الاصطناعي في الاختبارات والمقابلات. وذلك للمساعدة في كشف أي سلوك مشبوه، ومن ثم تنبيه المشرف. حيث تتعقب برامج الذكاء الاصطناعي كل فرد من خلال كاميرات الويب والميكروفونات ومتصفحات الويب، وتقوم بتحليل ضغطات المفاتيح، وعليه تنبه النظام عند وجود أي خلل أو محاولة غش ممكنة.

من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيساهم دوماً في تحسين استراتيجيات التعليم وجعل كافة المراحل التعليمية ذات فعالية أكبر لجميع الطلاب مهما كان مستواهم التعليمي ضعيفا أو جيدا. ويعتقد الكثير من الخبراء أن الذكاء الاصطناعي سوف يأخذ دور الإنسان أيضا في التعليم. وهو الاعتقاد الذي يبدو صحيحا بالنسبة لصناعات أخرى لكنه يلق نوعا من التحفظ بالنسبة للتعليم. فالذكاء الاصطناعي والتعليم الكلاسيكي يسيران معا، ويكملان معا طرق التدريس المختلفة.